المالكي واللعب على المتناقضات/ منير العربي
يوما بعد يوم تتكشف الأوراق ويثبت المالكي وحكومته ولاءهم وتفانيهم في خدمة سيدهم الفارسي ومشاريعه، وآخر تلك الأوراق ما يتعلق بالوضع في سوريا، ففي الوقت الذي تزداد فيه الأوضاع سوءً وتزداد فيه التحركات العربية للوقوف على حقيقة الأوضاع هناك، نرى حكومة المالكي تهرول بالاتجاه المعاكس لما يسعى إليه الآخرون وتمد يد العون للحكومة السورية سرا وعلنا،
بل إنها تتحفظ على العقوبات الاقتصادية الصادرة عن الجامعة العربية وتدعي أن العراق هو أكثر المتضررين من اضطراب الأوضاع في سوريا نظرا لحجم التبادل التجاري بين البلدين، وهم يقصدون الحكومة طبعا، كيف لا وهما حلقتان في مسلسل واحد.
لقد بات المالكي وأشياعه لا يستحيون من التناقض في الأقوال والأفعال وبصورة علنية أمام العالم بأسره، وكأن الحياء كلمة قد حذفت من قاموسهم، ففي الوقت الذي يعلنون فيه رفضهم التدخل الخارجي في سوريا يتناسون أنهم ما جاؤوا ولم يدخلوا العراق إلا على ظهور الدبابات الأميركية! فما هو حلال عليهم حرام على غيرهم! وكأن الضابط في الأمر هو المزاج والرغبات – ولا يعني هذا أنني أؤيد التدخل في سوريا – وفي الوقت الذي يؤيدون المطالبين بتداول السلطة في دول الخليج تراهم يعارضون ذلك في سوريا ويريدون بقاء الحال على ما هو عليه، بدعوى أنها (معارضة لأمريكا) كما صرح بذلك مقتدى الصدر! ويعتبرون الاحتجاجات في البحرين مشروعة وثورية، أما في سوريا فالمتظاهرون عبارة عن مجاميع مسلحة تهاجم المدنيين! ولا ننسى موقفهم المؤيد للثورة المصرية لأن نظام حسني كان مناوئا لإيران كما هو معلوم، وهلم جرا من المواقف المتناقضة التي تشترك في عامل واحد ألا وهو إرضاء أسيادهم ملالي فارس.
يحاول المالكي تمثيل دور المنقذ للحكومة السورية وهو الذي اتهمها بالأمس القريب بالوقوف وراء استهداف وزارات حكومته في ما عرف بتفجيرات الأربعاء الدامي وما تبعها، ويريد أن يكون شخصية وطنية خارج العراق بعد أن فشل في ذلك داخليا، فبعد أن كشف العراقيون أكاذيبه وألاعيبه هرول نحو الخارج ليراهن على القضايا المصيرية للأمة العربية ويتبرقع ببرقع المدافع عن الأمة المنافح عن استقلالها والحائل دون رضوخها للأجنبي وتبعيتها للغرب!!! والحقيقة هي ما هتف به بعض المتظاهرين في بغداد: (كذاب نوري المالكي ) وهي كلمة حق قالها بعض شركائه من الصدريين حين اختلفت مصالحهم، هذه هي الحقيقة لا كما يتوهم هو أو يريد للآخرين أن يتوهموه، ليخفي الوجه القبيح خلف قناع مهترئ لم يعد يستر ما وراءه.
هذه وغيرها من المواقف لا تبقي حجة لمن يرجو خيرا من هذه الحكومة سواء في الداخل والخارج، وهي تملي على الدول العربية اتخاذ مواقف حازمة تجاه هذه الحكومة التي أوغلت في دماء أهل السنة ولم تخشَ من توجيه النقد والاتهامات للدول العربية وبخاصة السعودية بأنها تدعم المسلحين في العراق وتسعى لزعزعة أمنه، في حين لم نسمع كلمة نقدا لما يقوم به المالكي وأتباعه من تكريس للدور الإيراني في العراق بل تمثيل لإيران وحديث باسمها وكأنها الوريث الشرعي الوحيد للأمة والراعي الرسمي للإسلام والمسلمين. فمتى يصحو الضمير وتتحرك المشاعر ويقتنع أهل السنة في المنطقة بأن إيران خطر عليهم وعلى الأمة كلها، بل هي الأخطر، ولكن يا ليت قومي يعلمون.
كتبه لوكالة حق/ منير العربي