الزبير تدعو لحماية موقع مدينة البصرة القديمة واجراء تنقيبات أثرية فيه

الزبير تدعو لحماية موقع مدينة البصرة القديمة واجراء تنقيبات أثرية فيه
التوعية/ البصرة
دعا المجلس المحلي في قضاء الزبير، الأحد، مفتشية الآثار والتراث والحكومة المحلية الى حماية موقع مدينة البصرة القديمة من التجاوزات والإسراع بالتنقيب فيه، فيما أكد مجلس المحافظة عدم وجود توجه في المرحلة الحالية لاجراء تنقيبات في الموقع.

وقال رئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس قضاء الزبير مسلم محسن في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "موقع مدينة البصرة القديمة يتعرض باستمرار الى تجاوزات عشوائية تتمثل برمي الأنقاض ومخلفات البناء في الموقع، إضافة الى محاولة بعض المواطنين السكن فيه بشكل مخالف للقانون"، مبيناً أن "مجلس الزبير سبق وان طلب من مفتشية السياحة والآثار في البصرة حماية الموقع لكن اجراءاتها اقتصرت على وضع علامات تحذر المواطنين من التجاوز عليه".

وأكد محسن أن "المباني الأثرية التي يحتويها الموقع أصبحت كلها تحت التراب"، معتبراً أن "الوقت حان لتقوم مفتشية السياحة والآثار والحكومة المحلية في المحافظة بتنفيذ حملة للتنقيب في الموقع بهدف كشف أسراره".

ولفت رئيس اللجنة الى أن "مجلس الزبير يطمح الى الاستفادة من تأريخية القضاء في تنفيذ مشروع يقضي بانشاء متحف فيه من أجل تنمية السياحة في البصرة بشكل عام"، مضيفاً أن "مدينة الزبير (مركز القضاء) ليس بامكانها التمدد عمرانياً في المرحلة الحالية لان الأراضي النفطية والمواقع الأثرية ومنها موقع مدينة البصرة القديمة تحاصرها كل الجهات".

من جانبه، قال نائب رئيس مجلس المحافظة أحمد السليطي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الحكومة المحلية ينصب اهتمامها في المرحلة الحالية على توفير الخدمات الأساسية للمواطنين لكنها سوف تتعامل بجدية في المستقبل القريب مع قطاع الآثار عبر توظيفه سياحياً"، مضيفاً أن "الحكومة المحلية بدأت خلال العام الحالي برصد أموال لاجراء تنقيبات في أراض يشتبه بوجود آثار فيها، بهدف معرفة مدى امكانية التصرف بها في تنفيذ مشاريع خدمية واستثمارية".

يشار الى أن مدينة البصرة القديمة بناها العرب بقيادة عتبة بن غزوان عند الفتح الإسلامي للعراق عام 636 للميلاد، حيث كانت في بداية الأمر معسكراً للمقاتلين وسكناً لعوائلهم ليسهل عليهم التوجه إلى الفتوحات، بدل من أن يضطروا للعودة إلى عوائلهم في المناطق البعيدة من شبه الجزيرة، ويقع موقع البصرة القديمة بالقرب من مدينة الزبير الحالية، والأخيرة تم بناؤها قبل نحو 350 عاماً بالاستفادة من أنقاض مدينة البصرة القديمة.

يذكر أن قضاء الزبير (نحو 18 كم غرب مدينة البصرة)، هو ثاني أكبر قضاء في العراق من ناحية المساحة، إذ تشكل مساحته أكثر من نصف مساحة محافظة البصرة، وتقع غالبية المنشآت النفطية والصناعية الكبيرة جنوب العراق ضمن الحدود الإدارية للقضاء، الذي يتكون من عدد من النواحي أهمها أم قصر التي تضم أكبر ميناء تجاري في البلد، كما يوجد منفذ سفوان البري الوحيد بين العراق والكويت، في ناحية سفوان التابعة لقضاء الزبير.

ولمدينة الزبير (مركز القضاء) أهمية كبيرة في التاريخ الإسلامي، وقد اكتسبت اسمها من الصحابي الزبير بن عوام، الذي يوجد قبره فيها، كما يقع فيها المسجد الجامع (جامع الخطوة) وهو أول جامع بناه المسلمون خارج الجزيرة العربية، ويقع بالقرب من موقع مدينة البصرة القديمة، ومنذ بداية القرن السابع عشر وحتى مطلع القرن العشرين هاجرت عشرات العوائل العربية من نجد (وسط الجزيرة العربية) إلى مدينة الزبير، ومن تلك العوائل البابطين والزهير والذكير والراشد والجاسر والبريكان والجريفان والجهيران، وفي غضون العقود الأربعة الماضية عادت معظم الأسر التي تنتمي لتلك العوائل إلى المملكة العربية السعودية، وحصل أفرادها على الجنسية السعودية بقرار ملكي، وظلت الزبير بصفتها بوابة العراق على دول الخليج، تتمتع بخصوصية على المستوى الاجتماعي، إذ أن الكثير من العادات والتقاليد التي خلفها سكانها السابقون (النجادة) ما تزال راسخة، كما أن لهجة سكان الزبير تعد أقرب اللهجات العراقية إلى اللهجات المتداولة في دول الخليج العربي.